الأحد، 28 مارس 2021

المثقَّف من هو ؟


من هو المثقَّف ؟

للإجابة على هذا السّؤال،في جُمَل قليلات مُكثَّفات، ينبغي الابتعادُ،قليلاً، عن تعريف أنطونيو غرامشي ( 1891 – 1937 ) Antonio Gramshi الذي يجعل المثقَّفَ العضويّ،كما يسمِّيه، عضوًا متَّصلاً بطبقته اتّصال العضو بالجسد يَمنحها وَعيًا بمهامّها و يَصوغ أفكارها  و يصنع مواقفها من العالم و الأحداث.و المثقَّف العضويّ،عند غرامشي، إنسان لا تتجاوز إنسانيّتُه انتماءه الإيديولوجيّ و طبقته الاجتماعيّة ضيِّقَ الفكر و ضيِّق الفضاء محكومًا بسلاسل طبقته الماركسيّة مَهْووسًا بمصالحها لا يبغي عنها حِوَلاً.

فَمَن هو المثقَّف إذَنْ ؟

المثقَّف هو إنسانٌ ذو انتماءَين كبيرَين لَيْسَا متناقضَين: انتماؤه إلى الوطن و المجتمع الذي يعيش فيه صباحَ مساء و انتماؤه إلى المجتمع الإنسانيّ الكبير الذي يتقاسم معه الإنسانيّة و وحدة المصدر و وحدة المصير.و هو،بهذا الوَصف، ينتمي إلى فضاء الإنسانيّة الواسع و يمارس إنسانيّته كاملةً حرًّا كما خلقه الله متخلِّصًا من كلّ الانتماءات الضّيقة و المطامع و القيود و الأوْهاق...

و المثقَّف صاحبُ موقف و صاحب رؤيا و مجالُ اهتمامه هو النّشاط العقليّ و إنتاج الأفكار و هو مُشارك في الحياة العامّة يُعاني أوضاعَ المجتمع الذي يعيش فيه و يُعاني أوضاع العالم الذي ينتمي إليه بفاعليّة و اقتدار بعيدًا عن السّلبية و الانطواء.

و المثقّف لا يتقلّد مسؤوليّات في الحياة العامّة و ليس خادمًا للسّلطة القائمة أو موظَّفًا عندها أو مُطَبِّلاً لها،و قد يلتقي معها، و ليس مَعنيًّا بثقافة الصّالونات و القاعات المكيَّفة و ثقافة المناسبات و الاستجداء.و تتجاوز اهتماماتُه روابط الأرض و العِرض و البشرة و اللّون و العاطفة و الوجدان و يتولَّى الدّفاع عن القيم الإنسانيّة الخالدة و الإعلان عن مواقفه و إبداء آرائه و تحليلاته في قضايا مختلفة في مجتمعه و في العالم.  

و بهذه الأوصاف يصبح هذا المثقّف ذا هَيبة و حضور متمتِّعًا بسلطة معنويّة فَيفُوز بالمكانة و الاحترام و يكون،حينئذ، مؤهَّلاً لصناعة التّاريخ و المشاركة في جهود البناء و التّغيير 

الأربعاء، 24 مارس 2021

فَرّقْ تَسُدْ


( فَرّقْ تَسُدْ ) هو مصطلح سياسيّ و عسكريّ و اقتصاديّ لاتينيّ الأصل Divide et Impera و هو استراتيجيّة تستهدف زرع الخلاف بين عناصر التّكتل الواحد لإضعافه ثمّ استخدام قوّته للتّأثير عليه.و قد يَعني،بصورة أخرى، تَشْتيت قوّة الخَصم،أو العدوّ، و تقسيمه إلى كُتَل و أقسام مُبعثرة غير متّحدة ليَسهُل التّعامل مع كلّ كتلة أو قسم على حِدة و شلّ حركته و القضاء عليه أو تَحْييده.و قد يُقصد بهذا المصطلح،أيضًا، تفريق القوّة التي لم تَتّحِد بعدُ و تمزيقها و مَنعها من التّكتل و الاتّحاد.

و سياسة( فَرّقْ تَسُدْ ) قديمة قدم الإنسان يلجأ إليها المستبدّون و حكومات الاستبداد الذين يَحتكرون السّلطة كما يلجأ إليها الاستعمار،و جهاتٌ عديدة، للقضاء على كلّ مقاومة تهدّد مشروعهم أو خطر يهدّد وُجودهم.

إنّ سياسة ( فَرّقْ تَسُدْ ) سلاح قديم مضمون النّتائج في بعض الأحيان و هو،أيضًا، سلاح فتّاك يستثمر كلَّ شيء و لا يمتنع عن الاستثمار في أيِّ شيء و هو سلاح قليل الكُلفة و الجُهد مقارنةً بأسلحة أخرى و جهود.

و تعتمد سياسة ( فَرّقْ تَسُدْ ) للقضاء على الخصم و القوّة المنافسة على مجموعة من الوسائل و الآليات منها الحرب النّفسية و نشر الشّوائع و الأكاذيب و الأوهام و تعميم الكراهية و الشّكوك بإشعال فتيل الطّائفية و الجهويّة و تضخيم الخلافات الدّينية و العرقيّة و تذكية الصّراع الإيديولوجيّ و الصّراع حول اللّغة و الهويّة...

و قد تلجأ سياسة ( فَرّقْ تَسُدْ ) إلى توسيع دائرتها و بَسط نفوذها متوسّلةً بوسائل أخرى كصناعة الولاءات و شراء الذِّمم و التّأييد الصّامت أو النّاطق عن طريق مَنح المناصب و العناوين و توزيع الأموال و الغنائم و الامتيازات على شخصيّات داخل القُوَى المُراد هَدمُها و تَفْتيتها أو خارج هذه القُوَى و تتولَّى هذه الشّخصيّات جميعًا مُهمّات التّرغيب و التّرهيب و الحرب النّفسية و الكذب و زرع الشّكوك و توسيع هوّة الخلافات...

و السّؤال هو: هل تنجح سياسة ( فَرّقْ تَسُدْ ) دائمًا ؟

هذا الأمر و الجواب عليه يتوقّف على مجموعة أمور في مقدّمتها موقفُ الجهة المقابلة المُراد تفريقُها و تمزيقُ وحدتها و فَهْمُها لما يُراد لها.فلا تستطيع هذه السّياسة،مثلاً، أنْ تحقّق أهدافها إذا كانت القوّة المُستهدفة تتوفّر على شخصيّات ذات سلطة معنويّة تحظى بالاحترام و التأييد الواسع و تملك الوعي الكافي و القدرة الظّاهرة على التّصدي لهذه السّياسة بذكاء.و أوّل مظاهر هذا الوعي و القدرة هو مُسارعتُها للتّوحد و التّكتل بأيِّ شكل من الأشكال،مقاوَمةً لهذه السّياسة أو مُجاراةً لها، للتّخفيف من آثار هذا الهجوم النّفسية و الواقعيّة و الآنية أو المستقبلية.



السبت، 20 مارس 2021

الصّلاة على النّبي


يومُ الجمعة و ليلتُها من الأوقات التي يُستَحبّ الصّلاة فيها على النّبي محمّد صلّى الله عليه و سلّم.و كلّما ذكرتُ هذا الموضوع أسْتَعيد مشاهد جميلة حين كنّا نجتمع يوم الجمعة بعد صلاة العصر،في مسجد الحيّ،في مَعيِّة ثُلَّة من آبائنا من كبار الحيّ و الشّيوخ رحمهم الله مُتَحَلِّقين و مَرتِّلين بصوت عَذْب و في نغمة حُلوة و إيقاع جميل الصّلاةَ على الحبيب المصطفى صلّى الله عليه و سلّم مدّة ثُلُث السّاعة أو تزيد.

و كان الأطفال يَلتحقون بنا،مُتسابقين، بثيابهم البيضاء الجميلة و ضحكاتهم البريئة.و يتزيّن المسجد زِينةً أخرى ،في هذا الموعد الجميل، فتَغمره الرّوائح الطّيبة و تكْسُوه النّظافة الظّاهرة و تَغشاه السّكينة و الهدوء...كلّ أولئك كان يُعطي لهذه الجَلسة الرّوحية،عصر الجمعة، مِيزة خاصّة و نكهة خاصّة و أيّ نكهة !

و كلّما ذكرتُ هذا الموعد اشتاقت روحي إلى تلك الأرواح الجميلة التي كانت تلتقي في ذلك الموعد الجميل فتَزْهُو بذكر المصطفى عليه الصّلاة و السّلام و تَنْتَشي بحبّه فترتفع هنالك،لحظةً أو لحظات، إلى تلك المقامات العُلَى تُطِلّ منها على سدرة المُنتَهى أو تكاد.

و إنْ نَسيتُ فلن أنسَى ذلك الشّعور الغامر الذي كان يسكُن جوانحي و يَملأُني فما يُبْقِيني و يُظْهرني و يُجْلِيني و يَهَبُني و يُعطيني...أيّامًا و ساعات،بعد هذا الموعد الجميل، و إنّي لأحِنّ إليه،اليوم، كما يَحِنّ الفاقد المُعَنَّى إلى جميل ما فَقَد.و  إنّ مِثْل هذه الكلمات لقاصرة عن وَصف ذلك الشّعور أو تفسيره و مِن واجب اللّغة أنْ تَقِف عند هذا الحدّ لأنّها عاجزة،في هذا المقام، عن الإحاطة بهذا المعنَى بعضِه أو نصفه أو ثُلُثه لأنّه أمر يَجيء مِن وراء  الحدود و الرّسوم و الإرادات 

الاثنين، 15 مارس 2021

( آخر الرّواق ) لإبراهيم حبيب الله قاري

( آخر الرّواق ) هي المجموعة القصصيّة الأولى للقاصّ إبراهيم حبيب الله قاري و تحوي ثماني قصص تنتمي إلى قصص الخيال و الخوارق التي تقع أحداثها،بشكل مفاجئ أو غريب، خارج المسار الطّبيعي للأحداث و الأشياء.

و لستُ ميّالاً كثيرًا لهذا النّوع من القصص و لكنّي سَعِدتُ بقراءة هذه المجموعة القصصيّة التي نَقَلتْنِي،مدّةً أو مُددًا، بعيدًا عن مَضايق الواقع الغليظ و ضغوط اليوميّات.

و الذي أحبّ الإشارة إليه،هنا، بعد هذه السّياحة في ( آخر الرّواق ) أنّ القاصّ إبراهيم قاري يملك الوسائل الأساسيّة للكتابة الفنّية و هي اللّغة و الخيال.و لكنّه مطالب بامتلاك و استصحاب عنصر آخر من عناصر الكتابة النّاجحة و هو المعاناة و مطالب،أيضًا، بتعميق هذه المعاناة التي تَهَب كلّ كتابة،كيفما كانت طبيعتها، تميّزَها و جاذبيَّتها فتجعلها نَسِيجَ وَحْدِها تَنْضَح بما فيها.

اللّغة و الخيال مضافًا إليهما المعاناة: هذا هو الثّالوث السّحريّ الذي يَكتب للعمل الفنّي النّجاحَ   و التّواصل و الامتداد.و إنّ القاصّ إبراهيم قاري يمتلك نصيبًا ظاهرًا بل أنْصِبة معتبرة من هذه العناصر الثّلاثة و لكنّها تحتاج إلى تنمية و تَعَهُّد و صَقل و شَحْذ و تأصيل و تعميق لأنّ إبراهيم قاري لم يُولد،في مجموعته القصصيّة الأولى، قاصًّا كاملاً مكتملاً و لكنّه قد أظْهَر أنّه كاتب واعد و قاصّ يمتلك كلّ أسباب النّجاح و التّفوق في هذا الفنّ الجميل فنّ القصّة القصيرة.

هنيئًا لك هذا المولود الفنّي الجميل مؤمِّلين أن نقرأ لك،في قابل، أعمالاً أخرى جميلة ناجحة.

 

السبت، 13 مارس 2021

الصّدق أفضل صورة ترسمها لنفسك


تعاملتُ مع بعض النّاس في قضايا مختلفة فاكتشفتُ غِشَّهم و تَزويرهم و حين واجَهْتهم كنتُ   أتوقّع منهم التّكذيب و المماطلة و التّحجج و لكنّي فُوجئتُ بصراحتهم و صِدقهم ممزوجًا بهدوئهم و اعترافِهم بما صَنعوا.فاجأني هذا الأمر فعفَوْتُ عنهم بعدما بيّنتُ لهم أنّ صدقهم سببُ عَفْوي عنهم و طَوَيتُ الموضوع و لم أقُم بأيِّ إجراء قانونيّ في هذا الشّأن.

و قد يَستغربُ بعض النّاس هذا الموقف منّي فيسألون عن سببه.و الجواب واحد و هو أنّي أحبّ الشّخصيات القويّة التي تتحمّل مسؤوليّة أفعالها و تعترف بخطئها أو غشّها و تدليسها في اللّحظات الصّعبة و المواقف الحاسمة و مِثلُ هذا السّلوك لا يَقدر عليه إلاّ قلّة من النّاس قليلة.

إنّ الصّدق ليس دليلاً على ضعف الشّخصية،كما قد يُتَوَهَّم، و لكنّما هو علامة على قوّة هذه الشّخصية و شعورها العميق بالمسؤوليّة و استعدادها لتحمّل تَبعاتها.و إنّي لأعتقد أنّ الإنسان الصّادق في اللّحظات الصّعبة و المواقف الحاسمة أقلّ ما يَستحقّه هو محاولة تنمية هذه الصّفة فيه،صفةِ الصّدق، بأيّ كيفيّة من الكيفيّات و إشعارُه بأنّ الصّدق مَنْجاة و أنّ صِدقَه هو الذي أنقذه و هو الذي أنْجاه.

إنّ الصّدق بضاعة مفقودة أو عزيزة الوجود و غيابُه في حياة النّاس سبّب الفواجع و المآسيَ العظام.و إنّ تنمية هذا الصّدق و التّشجيع عليه بكلّ الوسائل و الكيفيّات هو استثمار سليم العواقب و مضمون الأرباح لأنّ الصّدق متّصل بعالم آخرَ غير عالم المادّة و المتاع و هو عالم الغَيب عالمُ الشّفافيّة و الأبديّة و الخلود. 

الخميس، 11 مارس 2021

الحسابات الجيوسياسيّة و لقاح الكوفيد-19

 

ثلاثُ دول في الاتّحاد الأروبّي،و هي المَجَر و سلوفاكيا و جمهوريّة التشيك، لجأت إلى استعمال اللّقاح الرّوسي Sputnik V سبوتنيك دون موافقة الوكالة الأروبّية للأدوية التي لم تَأذَنْ بعد باستعمال هذا اللّقاح في الفضاء الأروبّي.

أمّا إيطاليا،و هي ثالث قوّة اقتصاديّة في أروبّا، فقد أعلنت اليوم 09 مارس أنّ هذا اللّقاح الرّوسي سيَتِمّ إنتاجُه في مصانع الشّركة الإيطاليّة السّويسرية أدْيان Adienne  في لومبارديا في شمال البلاد ابتداءً من جويلية القادم. 

و الأسئلة التي يَطرحها الملاحظ،أمام هذه المواقف الأروبّية هي:

1- هل تَصمُد الحسابات الجيوسياسيّة Géopolitique  La في أروبّا، أمام تحدّيات الكوفيد-19 و تحوّلاته المختلفة و ما يُخلّفه من آثار هدّامة في الاقتصاد خصوصًا و في المجتمع ؟

2- و هل يهدّد اللّقاح الرّوسي Sputnik V وحدة الاتّحاد الأروبّي فيصيبها بالصَّدْع و الشّقوق ؟

3- و هل يستطيع لقاح الكوفيد-19 الرّوسي،الذي تستعمله 30 دولة في العالم، أنْ يَقتحم أروبّا و ينافس اللّقاحات الأمريكيّة و الأنجليزيّة فيغيّر من حسابات الأروبّيين و مواقفهم من الدُّبّ الرّوسي ؟  

إنّ الوكالة الأروبّية للأدوية لا تستطيع الإجابة على هذه الأسئلة لأنّها تتجاوز صلاحيّاتها.و الجيوسياسة و الحسابات الجيوسياسيّة هي وحدها التي تملك هذه الإجابات لأنّها هي وحدها التي تملك القَرار.


الثلاثاء، 9 مارس 2021

المغرب – الجزائر: السّلام المفروض


الحقد الفرنسيّ ضدّ الجزائر و مسلسل الإهانات ضدّ الجزائريّين لا يتوقّف و لا يبدو أنّه سيتوقّف في ظلّ الإرادات السّياسية الباهتة التي تولّت حكم الجزائر.

تابعتُ في،الفضائيّة الرّوسية RT FRANCE، حلقة من حصّة مَنبع Source La يقدّمها،بانتظام، Alain Juillet عنوانُها: Maroc – Algerie : La Paix Forcée   المغرب – الجزائر: السّلام المفروض.و قد تضمّنت هذه الحصّة أفكارًا و مواقف أُجْمِلها في ما يَلي:

- من الخطأ الاعتقاد أنّ للجزائر تاريخًا خاصًّا بها أو وجود أمّة جزائريّة قبل الاحتلال الفرنسيّ.

- أنّ التّعبير الوطني عن الوطن و الأمّة إنّما بدأ في نوفمبر 1954 مع الثّورة المسلَّحة.

- أنّ فرنسا قدّمت هديّة جميلة للجزائر،في مفاوضات إيفيان، حين وَهَبت للجزائريّين الصّحراء و ما حَوَت من ثروات نفطيّة.

- ثمّ يَدعو،صراحةً أو وقاحة، إلى تفعيل الوساطة الفرنسيّة لتحقيق المصالحة المغربيّة الجزائريّة و و مشاركة فرنسا في بناء مغرب عربيّ قائم على السّلم و التّنمية...

و هناك أفكار أخرى من هذا القَبيل هي مَزيج من المغالطات و الكذب و الافتراءات حين يتعرَّض لوَضع مقارنات تاريخيّة بين الجزائر و المغرب ينتهي منها إلى آراء متحيِّزة و أفكار كاذبة حول تاريخ الجزائر و حاضرها و مستقبلها.

إنّ خلاصة ما تُؤكّده هذه الحصّة أنّ الحقد الفرنسيّ ضدّ الجزائر أصيل متأصِّل في السّياسة الفرنسيّة و أنّ الفكر الاستعماريّ حيٌّ يَنْبض في وَعْي الشّخصيّات الفرنسيّة النّافذة و أنّ هؤلاء الفرنسيِّين لم يَسْتَسيغوا،بعدُ، أنّ الجزائر قد تحرّرت من الاحتلال العسكريّ الفرنسيّ و واضح جدًّا أنّ حُزنهم على فُقدانها لمّا يَنْتَهِ.

و المؤمَّل أنْ يُؤسِّس الحراك،بفئاته المختلفة، لمرحلة جديدة في التّعامل مع السّياسة الفرنسيّة تِجاه الجزائر و أنْ تتجمّع كلّ الإرادات الوطنيّة المُخلصة التي تُحبّ الجزائر أمًّا و حبيبة و وَطنًا لإحياء عَهد الشّهداء و مواجهة هذا الفكر الاستعماريّ الفرنسيّ الجديد الذي لم يَنْقَطع حُزْنُه على فَقْد الجزائر و لم يَسْتَسغ،بَعْدُ، كيف استطاع الجزائريّون استعادة حرّيتهم و إرادتهم بَعْدَ لَيل طويل دام 132 سنة من الهمجيّة و الوحشيّة و العنف المَنهجيّ و القتل المُنظَّم و الجرائم و المذابح    و الدّموع و الدّماء و الأحزان و الأشلاء و التّعذيب و التّنكيل و السّلب و النَّهب...

مَن هو Alain Juillet ؟

- الميلاد: 14 سبتمبر 1942

- بدأ حياته المهنيّة ضابطًا،في مصلحة العمليّات، في وحدات المظلّيّين التّابعة للجهاز القديم للمخابرات الفرنسيّة SDECE

- عُيِّن سنة 2002 مديرًا للاستعلامات في جهاز المخابرات الفرنسيّة DGSE أو ما يُسمَّى بالأمن الخارجيّ.

 كان أعْلَى مسؤول في مصلحة الجوسسة الاقتصاديّة التّابعة للوزير الأوّل في الحكومة الفرنسيّة إلى غاية سنة 2009 

الخميس، 4 مارس 2021

في ذكرى وفاة صلاح الدّين الأيّوبي

 

مَنْ يكون صلاح الدّين الأيوبي ( 1137- 4 مارس 1193 ) هذا الذي تتحدّثون عنه صباحَ مساء فلا تَمَلّون و لا تكُفّون: هل هو عربيّ ؟ هل هو عربيّ ؟ لا. بالطّبع إنه ليس بعربيّ.إنه كُرديّ.و الأكراد ليسُوا عَربًا.فهُم،إذنْ ،أعداؤنا ما دامُوا ليسوا عربًا. فإنْ لم يَكونوا أعداءنا فهُم خُصومُنا و إنْ لم يَكونوا خصومَنا فنحن لا نُحبّهم و نَشُكّ فيهم و في وَلائهم و لا نَأمَن جانبَهم.

فلا تَذْكروا لنا،إذنْ، صلاح الدّين الأيّوبي في هذه المناسبة و في كلّ مناسبة. و لا تحدِّثونا،بعد اليوم، عن صلاح الدّين الأيّوبي لأنه كُرديّ و نحن العربَ الأقْحاح،في أوطاننا الأَبيّة الشّريفة، لا نؤمن إلاّ بمَن هو عربيّ قُحّ و لكنْ بشرط واحد لا نتنازل عنه أبدًا و هو أنْ يَرضع أربع رَضْعات مُشْبِعات من حَليب أروبّا أو من ضَرع أمريكا.هذا هو العربيّ القُحّ الذي نُؤمن به و نُحبّه و ندافع عنه و نرضَى بحُكمه و نُسبِّح بحمده و نَبذل أرواحَنا في سبيله و نُعْطيه مِن أعمارنا ليَطُول عُمرُه.

و إنّنا نكاد نجزم، بعد تقارير الأجهزة الأمنيّة و المخابرات الخاصّة و التّحقيقات المختلفة، أنّ صلاح الدّين الأيّوبي تابعٌ لأيادٍ أجنبيّة و هو مرتبط مع بعض القُوى الخارجيّة و هو صَنيعة الاستعمار و قد يكون عميلاً لبعض الدّول المجاورة أو الأجنبية الحاقدة عَلَينا و التي تستهدف زرع الفتنة في أوساطنا و تَكسير وَحدتنا و إضعاف قُوّتنا و إفشال تَفوّقنا و القضاء على الأمن و الاستقرار في أوطاننا...

 


اللغة العربية.. إلى أين وصل حالها ؟

  https://arabicpost.net/opinions/2023/12/20/%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-4/