الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019

موت الرّضع في حريق بمستشفى وادي سوف


الفاجعة الكبرى التي حدثث،في مستشفى وادي سوف، و أَوْدت بحياة ثمانية من الرّضع الأطهار تُعيدنا إلى أنفسنا متسائلين و تَقفنا أمام حجم المأساة التي نعيشها في هذا البلد الجميل.
قد يقول قائل: إنّ هذه الفاجعة الكبرى،في مستشفى وادي سوف، هي مسؤوليّة هذا النّظام المتعفّن الذي خرّب البلد و صحّرها و قتل في الإنسان الجزائريّ إنسانيّته و صيّره كتلة هائمة من النشاط المجنون و صنع الرّداءة،في كلّ مكان، و عمّمها تعميمًا ليَطول حكمُه و لا تزول دولته لأنه نظام لا يَحيا إلاّ في مستنقع الرّداءة و لا ينتعش إلاّ في وَحَلها...
نعم. كلّ ذلك صحيح و لكنْ ما حدث في مستشفى وادي سوف هو،كذلك، مسؤوليّتنا جميعًا و صَنيع أيدينا بنسب متفاوتة قد تَضعف أو تتضاعف. ما حدث في مستشفى وادي سوف هو اتّهام لنا جميعا و دليل على هذا الفشل الجماعيّ الذي جعل الجزائر أضحوكة بين الأمم و جعلها تَستمرىء أوضاع الرّداءة و العَجز و التّسيب و اللاّمبالاة و لا تَبغي عنها حِوَلاً.و لا سبيل لإنقاذ هذا الوطن و تحقيق نهضته إلاّ بالعودة إلى خطاب واحد هو خطاب المسؤوليّة و الالتزام بها و خطاب الصّراحة و الإنصاف.  
أمّا الذين يَعيبون على الآخرين سُلوكهم و يَتذمّرون من الأوضاع و يَشكون الظّلم و يَسخطون أبدًا و و يَفضحون و يحتجّون و ينتقدون... ثمّ لا يقومون بعملهم و لا يُتقنونه و هم يَظلمون و يحقدون و يتّهمون و يغشّون و يَكذبون و يتواطئون و يَسرقون...أمّا هؤلاء فهم الجُبناء الأَرْذلون و هم المرضَى النّرجسيّون.و هؤلاء لا يستطيعون تدبير شؤون كوخ مَهجور أو اصطبل قديم فكيف يطمعون أنْ يَبنُوا دولة أو يُصلحوا وطنًا ؟
إنّ الذي يُطالب بالحرّية و يريد أنْ يَحظَى بالاحترام و التّقدير عليه،أوّلاً و قبل كلّ شيء، أنْ يكون مسؤولاً و أنْ تتجسّد في سلوكه اليوميّ مظاهر هذه المسؤوليّة لأنّ العابث،كالقاصر أو المجنون، محرّمة عليه هذه الحرّية في الأديان السّماوية و في قوانين الأرض.
إنّ الحرّية و المسؤوليّة تَوأمان و هما أخَوان شقيقان و لا يَستقيم أمر الحرّية و لا تُؤتي أكُلها إلاّ إذا كانت مقيّدة بحزام المسؤوليّة.
تعازينا الخالصة إلى كلّ الآباء و الأمّهات في مُصابهم الجَلَل و عظّم الله أجرهم و أنزل السكينة في قلوبهم و جعل مُصابهم ذُخْرًا لهم...


اللغة العربية.. إلى أين وصل حالها ؟

  https://arabicpost.net/opinions/2023/12/20/%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-4/