هل تكون القمّة الإسلاميّة المنعقدة في كوالالمبور هي إحياء
للجامعة الإسلاميّة ؟
القمّة الإسلاميّة التي أُقيمت في ماليزيا ( 18- 21 ديسمبر 2019 ) قد تكون
إحياء لفكرة الجامعة الإسلاميّة التي نادَى بها السّيد جمال الدّين الأفغاني (
1838- 1897 ).و قد كانت فكرته تستهدف أمرَين جَليلَين.الأمر الأوّل: تحرير العالم
الإسلاميّ من الاحتلال الأجنبيّ.أمّا الأمر الثّاني فهو إنقاذ الشّعوب الإسلاميّة
من الحكم الاستبداديّ.
و بعد أزيَد من مائة سنة من وفاة السّيد الأفغانيّ لا زالت دار لقمان على
حالها و لا زال الاحتلال الأجنبيّ،بصوره المختلفة ،هو الحاكم الفعليّ في بلاد
العرب و المسلمين: يَسرق خَيراتهم و يُسطِّر سياساتهم و يَفرض عليهم الطّاعة و
الخضوع و الإتاوات.و لا يزال الاستبداد،أيضًا، له اليد الطُّولى و الإرادة العُليا
في تخريب العالم الإسلاميّ و تدجين شعوبه و تدمير مواهبه و طاقاته.
و ليس بخاف أنّ هناك معوّقات كبرى ناشئة من تركيبة هذه الدول و من طبيعة نظامها
السّياسي و أهدافها الاستراتيجية و من محيطها الإقليمي و ارتباطاتها الدّولية...كل
أولئك قد يشكّك في مصداقيّة هذه القمّة و يجعل بعض الملاحظين يحكمون على مستقبلها
بالفشل و الكساد.
فهل تكون القمّة الإسلاميّة،في كوالالمبور، التي دعا إليها السّيد مهاتير محمّد،الوزير
الأوّل الماليزي، هي امتداد لدعوة السّيد جمال الدّين الأفغانيّ و إحياء لفكرة
الجامعة الإسلاميّة التي عاش لها هذا الرّجل و كافح في سبيل إقامتها ؟
المؤمَّل أنْ تكون هذه القمّة التي احتضنتها ماليزيا هي الخطوة الأولى في
مسيرة الألف مِيل التي تُعيد إلى العالم الإسلاميّ سيادته الكاملة على أوطانه و
خَيراته و يَومه و غَده و كلّ قراراته.