الخميس، 28 يناير 2021

أنا و الكوفيد

الكوفيد- 19 « نَزِيلي » و هو في « ضيافتي » منذ أيّام: شَعرتُ،في البَدء، بوطأته قليلاً ثمّ بدأ يَبْسُل فيَبْسُل فيَشتدّ فيتضاعف آناءً من اللّيل و يَضعف أطراف النّهار يُخادعُني أو يُلاعبُني و لكنّه ،في أحواله كلّها، يُلازمني كأنّه يَستَعذب صُحبتي.

و الكوفيد،من قبلُ و من بعدُ، ليس عدوّي: فلا هو أراد أنْ يَزورني « فيستَوطن » جَسدي و لا أنا لي معه قضيّة سابقة أو حساب.فكِلانا ناقص الإرادة و كلانا محكوم بإرادة الله المطلقة النّافذة في العوالم و الأكوان.

الكوفيد ،إذنْ، ليس عدوّي و لستُ أَكرهُه و ما هَشَشتُ لمَقدَمه فاستقبلتُه استقبال الضّيف الكريم الوافد و لكنّي أقاومه و أقاومه كما أقاوم قَضاء الله بأقدار الله..

و الذي أَعلمُه،و هو يَقينٌ عندي، أنّ الكوفيد-19 سيتبدّد أو يندحر كما تبدَّدت،قَبله، أوبئةٌ و علل و أمراض لأنّ الرّحمن الرّحيم واسِعةٌ رحمتُه كلَّ شيء...و سابقةٌ رحمتُه نقمتَه و غالبةٌ رحمتُه غضبَه..

شَفى الله كلّ المُصابين و متّعكم جميعًا بتمام الصّحة و دوام العافية.

 

الجمعة، 8 يناير 2021

دونالد ترامب

 

دونالد ترامب ظاهرة عنيفة في السّياسية الأمريكيّة.و لكنّ العُنف و العدوان ثوابت ظاهرة في السّياسة الخارجيّة الأمريكيّة و كانت بادية بقوّة في عهدة بوش الابن الذي أقام سياسته الخارجيّة على العنف و العدوان و الكذب و التّلاعب و التّزوير...فغزا العراق و حطّمها و أفغانستان و مزّقها و زرع الموت و الانقسامات و الشّكوك و الأحقاد...  

الجديد مع ترامب أنّه فتح الباب و شجّع،بخطابه و مواقفه، على ممارسة هذا العنف السّياسي ضدّ المؤسّسات السّياسية الرّسمية داخل أمريكا نفسها و قد خلَّف هذا العن ف قَتلَى و مخاوف و تخريب.و هو لم يصبح منبوذًا أو مَكروهًا فتراجع و انْقلب إلاّ لأنه أسّس لسابقة خطيرة حين نقل هذا العنف السّياسي الأصيل في السّياسة الخارجيّة إلى داخل أمريكا و ضدّ مؤسّساتها الرّسمية.

العنف،إذنْ، أصيل في الثّقافة الأمريكيّة و في السّلوك السّياسي الأمريكيّ في القديم و الحديث.و من « إنجازات » دونالد ترامب أنّه جعل هذا العُنف السّياسي الأمريكيّ واقعًا ملموسًا،داخل الولايات المتّحدة نفسها، و صَيّره مشهدًا حيًّا ضحيّتُه هذه المؤسّسات السّياسية الرّسمية التي كانت،و لا تزال، تُزكّي العُنف السّياسي ضدّ شعوب العالم و ضدّ الحكومات الشّرعية و تُصَدِّره و تُنمِّيه.    


الاثنين، 4 يناير 2021

البريكسيت

 

الطّلاق الرّسمي بين المملكة المتّحدة و الاتّحاد الأروبي،بعد 47 سنة من الزّواج، بدأ مفعوله و آثاره يوم 31 ديسمبر 2020 في منتصف اللّيل.و يمكن تلخيص تكاليف هذا الطّلاق في كلمة واحدة موجزة و هي إلغاء حرّية تنقّل الأشخاص و البضائع بين المملكة المتّحدة و أروبّا و إعادة تَقْنين كلّ المعاهدات و الاتّفاقيات السّابقة.

و بناءً على هذا الأمر فإنّ مجموعة من الحواجز و الإجراءات ستُقام بين الطّرفَين كإقامة التّأشيرات و تحديد مُدَد الإقامة و الإذن بالعمل و إعادة النّظر في جملة من الاتّفاقيات و المعاهدات التي تمَّت في الإطار الأروبّي الموحَّد كما سيُلغَى نظام Erasmus لتبادل الطّلاب و الأساتذة و كذلك يُلْغَى نظام معادلة الشّهادات الجامعيّة...

لقد رَبِحت بريطانيا،و هي ثاني اقتصاد قويّ بعد ألمانيا، سيادتَها و استقلالها حين أكّدت انسحابها من الفضاء الأروبّي و لكنّ هذا الانفصال ليس قطعًا للعلاقات مطلقًا و إنّما هو بداية لعلاقة جديدة بين الطّرفين كما عبّرت عنها إرادة الأنجليز و دلَّت عليه نتائج الاستفتاء الشّعبي الذي زكَّى الانفصال بنسبة 51,9% في 23 جوان 2016.

إنّ المُستفاد من هذا الانفصال البريطاني الرّسمي عن الاتّحاد الأروبي شيئان اثنان: أوّلهما أنّ الإرادة الشّعبية الواسعة حين تجد صَداها في الإرادة السّياسية الجادّة فإنّ شيئًا لا يَقف عَقبةَ في طريق السَّير نحو تحقيق الآمال و المحافظة على المصلحة العُليا للوطن.الأمر الثّاني أنّ التّحولات الكبرى في حياة الآحاد و الجماعات ليست انتكاسة أو مُصيبة و أنّ الانتقال،من حال إلى حال، في حياة الشّعوب و الدّول ليست خسارة أو ضَياعًا لأنّ هذا التّحول و الانتقال قد يكون هو الخطوة الجادّة لتحقيق القفزة النّوعية و الانفتاح النّاجع و الضّمان الوحيد للاستمداد من الذّات و تأكيد التّعامل الواعي مع الكون و العالم.

أمّا المنطقة العربيّة التي تُتابع هذه التّحولات الكبرى التي بدأت في العالم منذ 40 سنة في السّياسة و الاقتصاد و الثّقافة و العلوم و مناهج التّفكير و العمل...فإنّها لا تزال بائسة تَئِنّ تحت حُكم البؤساء الذين امْتَلكُوها فاغْتَصبوها و شَوَّهوا مُحيّاها بكلّ أنواع القُبح و الرّداءة و التّخلف و الغَباء.


السبت، 2 يناير 2021

الشّخصيات

 

الرّواية تبدأ بالشّخصيات...

هكذا يقول الكُتّاب و الفنّانون في إشارة ذكيّة منهم إلى قيمة هذا العنصر في نجاح العمل الفنّي       و الإبداعيّ و اكتمال نُضجه و استوائه.

و هذا الكلام صوابٌ و صحيح.ففي عالم الواقع كما في عالم الآداب و الفنون الشّخصياتُ هي الأصل و هي الفَصْل و هي الأساس و هي العِماد.و هذه الشّخصيات،سواء كانت مجتمعةً أو متباعدة، بِمواهبِها و تميّزها و بإضافاتها و مواقفها و بخيالها الجامح و عواطفها القويّة و بتَوتُّرها الإيجابيّ و تَصميمها الخارق و بتجاوزها للواقع الضّيق و تمرّدها على الأمر الواقع هي التي تصنع،بشكل أو بآخر، الأحداثَ و تُوجِّهها و هي التي تُقِيم الظّروف و تُكيِّفها و هي التي تَضع العلامات و الأمارات و هي التي تُوحي و تُلْهم و هي التي تُؤثِّر و تَشحَن...

و لم تَستطِعْ بعضُ الأنظمة السّياسية التي سادت ثمّ بادت، كالشّيوعية في الاتِّحاد السّوفياتي سابقًا   و مَن دار في فَلَكها، و هي التي أقامت بناءها الاجتماعيّ و مذهبها الفنّي على اعتبار النّاس قطيعًا واحدًا متشابهًا و تقديس الجماعة دون التفات لقيمة الشّخصيات مستقلَّةً عن المجموع – لم تَستطِعْ هذه الأنظمة السّياسية أنْ تُلْغِي هذه الحقائق أو تَطْمسها.  


اللغة العربية.. إلى أين وصل حالها ؟

  https://arabicpost.net/opinions/2023/12/20/%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-4/