المعركة مُحتدمة،هذه الأيّام، حول الحصول على لقاح
للكوفيد-19 و تسويقه بين شركات الدّواء الكبرى مثل: AstraZeneca, Pfizer, Sanofi, Johnson & Johnson و غيرها إضافة إلى الصّينيّين
الذين يعملون في صمت بعيدًا عن الأضواء.
و قد أعلنت بعض شركات الدّواء أنها قد انتقلت إلى
المرحلة الثّالثة،في هذا الشّأن، و هي مرحلة استعمال اللّقاح في الظّروف الحقيقيّة و معرفة الجُرعات و
المقادير اللاّزمة للتّأكد من فاعليّة اللّقاح و اختبار قدرته على إنتاج الجسام
المضادّة Anticorps داخل الجسم المُصاب.
و الحقّ أنّ شركات الدّواء الكبرى و الدّول الدّاعمة لها
قد انتقلت من معركتها إلى تحقيق الصّحة العموميّة و الأمن الصحي إلى معركة اقتصاديّة و
سياسيّة شرسة غايتها تحقيق السّيطرة و الغَلَب و التّحكم و الابتزاز
السّياسي و بسط النفوذ في عالم مَهووس بامتلاك القوّة كلّ أنواع القوّة و لا يعترف بالضّعيف إلاّ
بمقدار طواعيّته و خضوعه.
و إذا كان موضوع الصّحة و الصّحة العموميّة عاملاً
أساسيًّا في عمليّة التّنمية الشّاملة فما هو موقف الجزائر من هذه المعركة المحمومة
حول هذا اللّقاح و ما الذي أعَدَّته لمواجهة كلّ الاحتمالات النّاشئة من هذه
المعركة و التي قد تهدِّد سيادتها و أمنها القوميّ ؟