و لولا
العقيدة تَغمُر قلبي **** لما كُنتُ أُومن إلاّ بشعبي ( مفدي
زكرياء – الإلياذة )
مظاهرات يوم
الجمعة 22/02/2019 التي كان شعارها: لا للعهدة الخامسة و المطالبة بتطبيق المادّة
102 من الدستور الجزائريّ أثبتت أنّ الجزائر بخير ما دام أبناؤها و بناتها في مقام
المسؤوليّة و في مستوى الوعي المطلوب.و الذين كانوا،لأسباب مختلفة، يُخوّفون مجموع
الشّعب بمغبّة هذه المظاهرات التي تهدّد السّلم و الأمن و أنّ الجزائر آيلة إلى
الفوضى و الفتنة و الخراب تيقَّنوا أنّهم أمام شعب مسؤول واعٍ بما يَدور حَوله عليم
بما يُحاك له و هو مدرك،أيضًا، لحَجْم مسؤوليّته و شاعر بدوره التّاريخيّ في هذه المرحلة
العصيبة.
إنّ الجزائر
أُمُّنا الحَنون و هي مِلك لأبنائها و بناتها و لن يُسيء هؤلاء الأبناء و البنات
لأمّهم أبدًا و لن ترَ منهم هذه الأمّ المِعطاء ما يَسُوءها أو يُحزنها أو يُبكيها
و هي فَوق العين و فَوق الرّأس و ستظلّ كذلك أبَد الآبدين.
إنّ
الجزائريّين ليسوا ضدّ السّيد الرّئيس عبد العزيز بوتفليقة و هم لا يُبدون له
الشّماتة و الازدراء و لكنّه قد أدَّى ما عليه و هو،اليوم، غير قادر على القيام
على شؤون بلد كبير كالجزائر في هذه الفترة الحرجة إقليميًّا و دوليًّا.أمّا المراهقون
السّياسيّون الذين استغلّوا مرضه و عَجزه و ( اختطفوه ) و( استعملوه ) و لا زالوا
يفعلون و يتحدّثون باسمه زورًا و ادِّعاءً و يعطّلون مادّة دستوريّة واضحة المعنى
يَقينيّة الدّلالة...أمّا هؤلاء فعليهم أنْ يَعلموا أنّ الجزائر أكبر منهم
ليَعبثوا بها هذا العَبث و هي ليست بلد الواق واق و ليست جزيرة في محيط منقطعةً عن
عالمها و أنّ الجزائر ليست مِلكيّة خاصّة يجوز تَوارثها و ليست مزرعة لقطيع من
البقر و النّعاج و الغنم.
إنّ الجزائر
بلد المعجزات وهي أرض مِعطاء لم تَكُن عاقرًا قبلُ و لم يَجِفَّ رَحِمها بعدُ و
ستظلّ،دائمًا، حُبْلَى برجالها و نسائها الأشاوس و الأبطال.
إنّ الجزائر بخير
و في عافية و ستظلّ عزيزة مَصُونة ما دام فيها هذا الشّعب المتحضِّر ذو المسؤوليّة
و الوَعي الذي خرج يوم الجمعة 22 فبراير 2019 ليعبّر عن رأيه و يُعلن عن موقفه
مؤكِّدًا أنّ مستقبل الجزائر لن يُسطَّر في غَيبته و أنّ الدّفاع عن الجزائر و
الحفاظ عليها و حمايتها هو مسؤوليّته الأولى و أنّ صيانتها من عبث العابثين و تربّص
الحاقدين هو معركته الكبرى.
عاشت الجزائر
حرّة مستقلّة و المجد و الخلود لشهداء الجزائر الأبرار.