السبت، 30 يونيو 2018

الاهتمام العربي بتركيا













يتابع العرب،باهتمام كبير، مجموع الأحداث و التّطورات التي تشهدها تركيا.و الانتخابات الرئاسية و النّيابية الأخيرة أكّدت حجم هذا الاهتمام و درجته. و لكنّ السّؤال هو: لماذا هذا الاهتمام العربيّ الشّعبيّ و الرّسميّ بمجموع الأحداث و الشؤون التركية ؟
أوّل أسباب الاهتمام العربيّ الواسع بتركيا و شؤونها هو التّجربة التي يخوضها هذا البلد منذ بداية هذه الألفيّة إذْ هي تجربة فريدة استطاعت تحقيق الزواج البديع بين جملة من المتناقضات. فكأنّ العرب الذين يئنّون تحت أنظمة الاستبداد المترهِّل الذي قتل فيهم إنسانيّتهم و دفن مواهبهم و عطّل طاقاتهم و صيّرهم أرقامًا مجهولة - كأنّهم يجدون في التّجربة التركية متنفّسًا لأوضاعهم الخانقة و مَخرجًا مأمولاً لظروفهم البائسة و نموذجًا يتطلّعون إليه و يؤملون قيامه في أوطانهم.
أمّا السّبب الثّاني فهو تاريخيّ و توضيح الأمر أنّ العرب دخلوا التّاريخ قبل الأتراك و صنعوا حضارة كبرى لا تزال أجيال الإنسانيّة المتعاقبة تستفيد من ثمارها. و لكن حين صَغُرت همّتهم و انحصرت اهتماماتهم و ضاقت عُقولهم و اخْتفت مساحات المُثُل و الأفكار في حياتهم زالت قوّتهم فخَبَت جَذْوتهم و تسلّم المشعل منهم الأتراك الذين أدَّوا دورهم التاريخي الكبير في مسيرة الحضارة الاسلامية.
هذا اللّقاء التّاريخي بين العرب و الأتراك لم تَصنعه العروبة الدّاعر التي وَهبت أرضنا و عِرضنا للصّهيونيّة تَستبيحها و لم تصنعه سياسة التّتريك الظّالمة،في أواخر الدولة العثمانيّة، التي كانت سبب القطيعة التّاريخية بين الشّعبَين و أحد أسباب انهيار الدّولة الإسلامية الكبرى التي تزعّمتها الآستانة.
يحصل عندنا،بعد هذا التّحليل، أنّ الإسلام هو اللُّحمة و السَّدَى في العلاقات العربيّة التّركية و هو سبب الالتفات العربيّ الكبير لما يجري في تركيا من أحداث و تطوّرات.
و لكن.. هل يمكن للعرب أنْ يستفيدوا من التّجربة التركية ؟ و ما هي حدود هذه الاستفادة ؟ أسئلة كبيرة و جادّة من هذا القَبيل موضوعة أمام ذَوي النّباهة و الفكر و كلّ المهتمّين بإصلاح الأوضاع العربيّة البائسة التي بلغت مستوى من البؤس و الإفلاس لا يُضاهَى.

اللغة العربية.. إلى أين وصل حالها ؟

  https://arabicpost.net/opinions/2023/12/20/%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-4/