الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

السّكر و الملح

 

للسّكر حلاوتُه و عُذوبته تَستسيغُه فتَستزيد منه.و لكنّ الملح له بنّتُه و خصوصيّته فلا الطّعام يكون طعامًا بدونه و لا المقادير تتوازن في غَيْبته.

السّكر و الملح لذّتُهما أجمل،في الحسّ و الشّعور، حين يتداولان و يتعاقبان.و لكنّ لذّتَهما تكون أكبر حين يَمتزجان فيذوب أحدهما في الآخر مُحافظَيْن على بنّتهما و خصوصيّتهما كما هو الحال في الطَّبق الحُلو المالح الذي يُغني ذَوقك و يُلوِّن شعورك و يُوسّع مَداركك.و كذلك الحال في شؤون الحياة كلّها سكّرِها و ملحِها لا تَحلُو و لا تَجْلُو إلاّ حين يتعاقبان أو يمتزجان.

السّكر و الملح كلاهما مُمتع و كلاهما مفيد و لن تستطيع أنْ تَحيا حياة كبيرةً في الفهم و الإدراك ممتلئةً في الشّعور و الوجدان إذا كنتَ تمتلك السّكر كلّه و أنتَ إلى الملح تَفتَقر.


الأربعاء، 18 نوفمبر 2020

الخَلْق المستمرّ

الحياةُ حياتان: حياة عاديّة سطحيّة باردة كئيبة لا بَنَّةَ لها و لا طَعمَ و لا لون و هي شبيهة،إلى حدّ كبير، بحياة القطيع و الحيوان.و هنالك الحياة الأخرى التي تُشْبِعُك و تَستَوعبُك و تملأ أعصابك و خلاياك حِين تكون حياتُك في خَلْق مُستمرّ فتذوق مِن العواطف القويّة ما تَذوق و من الآلام الكبرى و اللّذات و ما يَنشأ عن هذه و تلك مِن معانٍ و دلالات و ما تُخلِّفه،هذه التّجارب و الأحداث، مِن آثار و عَقابيل أو تُرسِّخه،في أعماق النّفس، من قوّة و إيمان و و رجاحة و اكتمال  و بَصيرة و إبصار و عِناد و تَصميم...

 حين تكون حياتُك هي خَلْقٌ مستمرّ في كلّ وَضْع و حِين: في الصّباح و المساء و في اللّحظة و ما بَعدَ الحِين و في اليوم و الغَد و في الصّحة و المرض و في الفَقر و الغِنَى و في الوَجْد و الفَقْد و في النَّهضة و السّقوط و في الخَلْوة و الجَلْوة و في الفَرحة و الحزن و في اللّذة و الألم...

و حين تكون تَجلِّياتُ هذا الخَلق المستمرّ غالبة في الشّعور و الوجدان و في الهواجس و الخواطر و في الخَفَايا و الحَناَيا و طافحة في المواقف و الأفكار و في المقاصد و النِّيات و في العزيمة و الإرادات...

 حين تكون حياتُك هي هذا الخَلْق المستمرّ في كلّ الأزمنة و في كلّ الأودية و الأوضاع و تكون تَجلِّياتُها غالبة طافحة فإنّها تكون،حينئذ، حياةً أكبرَ من مجرّد حياة و أعمق سَيلاً و أكثرَ جاذبيّة و أوسعَ تأثيرًا.و هذا الخَلْق المستمرّ هو الذي يَخْلُقك،دائمًا، خَلقًا آخر و هو الذي يَهَبُ لحياتك طَعمًا و بنَّة و لَونًا و هو الذي يُجدِّدك و يُؤكِّدُك و هو الذي يُنمِّيك و يُحْيِيك.


الاثنين، 9 نوفمبر 2020

من هو جيرالد دارمنان Gerald Darmanin زير الدّاخلية الفرنسيّ ؟

 

من هو جيرالد دارمنان Gerald Darmanin وزير الدّاخلية الفرنسيّ  الذي زار الجزائر الأحد 08 نوفمبر 2020 و تزامنت زيارتُه مع اندلاع الحرائق في الغابات الجزائريّة ؟

الاسم الكامل: جيرالد موسى دارمنان و هو ابن جيرارد الذي كان صاحب مقهى في مدينة فالنسيان Valenciennes في شمال فرنسا و هو من أصول يهوديّة مالطيّة و أمّه، و هي من أصول جزائريّة، كانت عاملة نظافة في إحدى البنوك الفرنسيّة.و قد و كان والدُها،أيْ جَدُّه لأمّه، جنديًّا مقاتلاً في الجيش الفرنسيّ في إبّان ثورة نوفمبر و هو يلقِّبه ببطل الجمهوريّة و يُثْني عليه في مواقفه و مقالاته.

وزير الدّاخلية الفرنسيّ جيرالد دارمنان Gerald Darmanin ،و هو حفيد الخائن و الحَرْكيّ الذي قاتل الجزائريّين في  صفوف الجيش الفرنسيّ، معروفٌ بمواقفه الحاقدة و العدائيّة تجاه الجاليات المسلمة في فرنسا.و قد طالبت محكمة في باريس،منذ أشهر قليلة، بفتح ملفّ التّحقيقات التي تستهدفه لأنه مُتَّهَم بالتّحرش و الاعتداء الجنسيّ عام 2009.

و قد زار جيرالد دارمنان قرية أولاد الغالي،في ولاية مستغانم، و هي مكان ولادة جدّه موسى واكيد Moussa ouakid ، الحَرْكيّ الذي قاتل الجزائريّين مع الجيش الفرنسيّ، و أعلن أنه سعيد بالعودة إلى أرض أجداده.و لم يَقُل الجزائر و إنّما قال ( أرضُ أجداده ) أيْ أنه يقصد الجزائر الفرنسيّة !


أمريكا و العالم

 


العالم كلُّه منشغل بأمريكا و هو يتابع أحوالها في الحرب و في السّلم و حين تَرضى و حين تَغضب.و يتضاعف اهتمام هذا العالم بأمريكا في فترة الانتخابات إلى درجة شعوره بأنه مشارك في هذه الانتخابات أو مَعنيٌّ بها أو أنّ مصيره متعلّق بنتائجها.

فما سبب هذه  « التّبعية المُبَطّنة » و ما سبب هذه الجاذبيّة و الافتتان ؟

الجواب: الهَيْمنة .و الهَيْمنة هي القدرة المطلقة على الشّيء من كافّة جوانبه و بشتّى الوسائل.و هذه الهَيْمنة الأمريكيّة بادية في مظاهرها السّياسية و الاقتصاديّة و العسكريّة و التّكنولوجيّة.و لكنّ هذه الهَيْمنة بادية أكثر في مظاهرها الثّقافية و الفنّية إذْ إنّ أمريكا بمؤسّساتها البحثيّة و قياداتها العلميّة و الفكريّة و الفنّية تَصنع للعالم،بشكل ما، أسلوب تفكيره و نَمط عَيشه و وسائل نجاحه و أذواقَه و ألوانه...و هي التي تصنع لهذا العالم،أيضًا، لُغته و قِيمه و مصطلحاته...

و هذه الهَيْمنة بمظاهرها المختلفة هي التي حقّقت لأمريكا هذه السّيادة المطلقة supremacy  على العالم و حقّقت لها هذه الغلبة الظّاهرة في الواقع و في الضّمائر و الأذهان مِصداقًا لكلمة ابن خلدون الخالدة التي تُؤكّد: « أنّ المغلوب مُولَع أبدًا بالاقتداء بالغالب في شِعاره و زيِّه و نِحْلته و سائر أحْواله و عَوائده «.





اللغة العربية.. إلى أين وصل حالها ؟

  https://arabicpost.net/opinions/2023/12/20/%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-4/