للسّكر حلاوتُه و عُذوبته تَستسيغُه فتَستزيد منه.و لكنّ الملح له بنّتُه و
خصوصيّته فلا الطّعام يكون طعامًا بدونه و لا المقادير تتوازن في غَيْبته.
السّكر و الملح لذّتُهما أجمل،في الحسّ و الشّعور، حين يتداولان و يتعاقبان.و لكنّ لذّتَهما تكون أكبر حين يَمتزجان فيذوب أحدهما في الآخر مُحافظَيْن على بنّتهما و خصوصيّتهما كما هو الحال في الطَّبق الحُلو المالح الذي يُغني ذَوقك و يُلوِّن شعورك و يُوسّع مَداركك.و كذلك الحال في شؤون الحياة كلّها سكّرِها و ملحِها لا تَحلُو و لا تَجْلُو إلاّ حين يتعاقبان أو يمتزجان.
السّكر و الملح كلاهما مُمتع و كلاهما مفيد و لن تستطيع أنْ تَحيا حياة كبيرةً
في الفهم و الإدراك ممتلئةً في الشّعور و الوجدان إذا كنتَ تمتلك السّكر كلّه و
أنتَ إلى الملح تَفتَقر.