الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

السّكر و الملح

 

للسّكر حلاوتُه و عُذوبته تَستسيغُه فتَستزيد منه.و لكنّ الملح له بنّتُه و خصوصيّته فلا الطّعام يكون طعامًا بدونه و لا المقادير تتوازن في غَيْبته.

السّكر و الملح لذّتُهما أجمل،في الحسّ و الشّعور، حين يتداولان و يتعاقبان.و لكنّ لذّتَهما تكون أكبر حين يَمتزجان فيذوب أحدهما في الآخر مُحافظَيْن على بنّتهما و خصوصيّتهما كما هو الحال في الطَّبق الحُلو المالح الذي يُغني ذَوقك و يُلوِّن شعورك و يُوسّع مَداركك.و كذلك الحال في شؤون الحياة كلّها سكّرِها و ملحِها لا تَحلُو و لا تَجْلُو إلاّ حين يتعاقبان أو يمتزجان.

السّكر و الملح كلاهما مُمتع و كلاهما مفيد و لن تستطيع أنْ تَحيا حياة كبيرةً في الفهم و الإدراك ممتلئةً في الشّعور و الوجدان إذا كنتَ تمتلك السّكر كلّه و أنتَ إلى الملح تَفتَقر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اللغة العربية.. إلى أين وصل حالها ؟

  https://arabicpost.net/opinions/2023/12/20/%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-4/