الاثنين، 9 نوفمبر 2020

أمريكا و العالم

 


العالم كلُّه منشغل بأمريكا و هو يتابع أحوالها في الحرب و في السّلم و حين تَرضى و حين تَغضب.و يتضاعف اهتمام هذا العالم بأمريكا في فترة الانتخابات إلى درجة شعوره بأنه مشارك في هذه الانتخابات أو مَعنيٌّ بها أو أنّ مصيره متعلّق بنتائجها.

فما سبب هذه  « التّبعية المُبَطّنة » و ما سبب هذه الجاذبيّة و الافتتان ؟

الجواب: الهَيْمنة .و الهَيْمنة هي القدرة المطلقة على الشّيء من كافّة جوانبه و بشتّى الوسائل.و هذه الهَيْمنة الأمريكيّة بادية في مظاهرها السّياسية و الاقتصاديّة و العسكريّة و التّكنولوجيّة.و لكنّ هذه الهَيْمنة بادية أكثر في مظاهرها الثّقافية و الفنّية إذْ إنّ أمريكا بمؤسّساتها البحثيّة و قياداتها العلميّة و الفكريّة و الفنّية تَصنع للعالم،بشكل ما، أسلوب تفكيره و نَمط عَيشه و وسائل نجاحه و أذواقَه و ألوانه...و هي التي تصنع لهذا العالم،أيضًا، لُغته و قِيمه و مصطلحاته...

و هذه الهَيْمنة بمظاهرها المختلفة هي التي حقّقت لأمريكا هذه السّيادة المطلقة supremacy  على العالم و حقّقت لها هذه الغلبة الظّاهرة في الواقع و في الضّمائر و الأذهان مِصداقًا لكلمة ابن خلدون الخالدة التي تُؤكّد: « أنّ المغلوب مُولَع أبدًا بالاقتداء بالغالب في شِعاره و زيِّه و نِحْلته و سائر أحْواله و عَوائده «.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اللغة العربية.. إلى أين وصل حالها ؟

  https://arabicpost.net/opinions/2023/12/20/%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-4/