الحقد الفرنسيّ ضدّ الجزائر و مسلسل الإهانات ضدّ الجزائريّين
لا يتوقّف و لا يبدو أنّه سيتوقّف في ظلّ الإرادات السّياسية الباهتة التي تولّت
حكم الجزائر.
تابعتُ في،الفضائيّة الرّوسية RT FRANCE، حلقة من حصّة مَنبع Source La يقدّمها،بانتظام،
Alain Juillet عنوانُها: Maroc – Algerie : La Paix Forcée
المغرب – الجزائر: السّلام المفروض.و قد تضمّنت هذه
الحصّة أفكارًا و مواقف أُجْمِلها في ما يَلي:
- من الخطأ الاعتقاد أنّ للجزائر تاريخًا خاصًّا بها أو
وجود أمّة جزائريّة قبل الاحتلال الفرنسيّ.
- أنّ التّعبير الوطني عن الوطن و الأمّة إنّما بدأ في
نوفمبر 1954 مع الثّورة المسلَّحة.
- أنّ فرنسا قدّمت هديّة جميلة للجزائر،في مفاوضات
إيفيان، حين وَهَبت للجزائريّين الصّحراء و ما حَوَت من ثروات نفطيّة.
- ثمّ يَدعو،صراحةً أو وقاحة، إلى تفعيل الوساطة
الفرنسيّة لتحقيق المصالحة المغربيّة الجزائريّة و و مشاركة فرنسا في بناء مغرب
عربيّ قائم على السّلم و التّنمية...
و هناك أفكار أخرى من هذا القَبيل هي مَزيج من المغالطات
و الكذب و الافتراءات حين يتعرَّض لوَضع مقارنات تاريخيّة بين الجزائر و المغرب ينتهي
منها إلى آراء متحيِّزة و أفكار كاذبة حول تاريخ الجزائر و حاضرها و مستقبلها.
إنّ خلاصة ما تُؤكّده هذه الحصّة أنّ الحقد الفرنسيّ ضدّ
الجزائر أصيل متأصِّل في السّياسة الفرنسيّة و أنّ الفكر الاستعماريّ حيٌّ يَنْبض
في وَعْي الشّخصيّات الفرنسيّة النّافذة و أنّ هؤلاء الفرنسيِّين لم يَسْتَسيغوا،بعدُ،
أنّ الجزائر قد تحرّرت من الاحتلال العسكريّ الفرنسيّ و واضح جدًّا أنّ حُزنهم على
فُقدانها لمّا يَنْتَهِ.
و المؤمَّل أنْ يُؤسِّس الحراك،بفئاته المختلفة، لمرحلة
جديدة في التّعامل مع السّياسة الفرنسيّة تِجاه الجزائر و أنْ تتجمّع كلّ الإرادات
الوطنيّة المُخلصة التي تُحبّ الجزائر أمًّا و حبيبة و وَطنًا لإحياء عَهد
الشّهداء و مواجهة هذا الفكر الاستعماريّ الفرنسيّ الجديد الذي لم يَنْقَطع
حُزْنُه على فَقْد الجزائر و لم يَسْتَسغ،بَعْدُ، كيف استطاع الجزائريّون استعادة
حرّيتهم و إرادتهم بَعْدَ لَيل طويل دام 132 سنة من الهمجيّة و الوحشيّة و العنف
المَنهجيّ و القتل المُنظَّم و الجرائم و المذابح و الدّموع و الدّماء و الأحزان و الأشلاء و التّعذيب
و التّنكيل و السّلب و النَّهب...
مَن هو Alain Juillet ؟
- الميلاد: 14 سبتمبر 1942
- بدأ حياته المهنيّة ضابطًا،في مصلحة العمليّات، في وحدات
المظلّيّين التّابعة للجهاز القديم للمخابرات الفرنسيّة SDECE
- عُيِّن سنة 2002 مديرًا للاستعلامات في جهاز المخابرات الفرنسيّة DGSE أو ما يُسمَّى بالأمن الخارجيّ.