الاقتحام الصّ هيونيّ الهمَ جيّ للمسجد الأقصى و
الاعتداء على المصلّين العُزَّل الآمنين في الأقصى و سياسة التّطهير العرقيّ،في القدس و غيرها و
الحرب الهَم جيّة على غزّة و هدم المباني و المنازل و القتل المُنظَّم للأطفال و النّساء و الشّيوخ...
كلّ أولئك يُثبتت،مرّة أخرى، أنّ الصّ هيونيّة هي تهديد
للأمن و السِّلم في المنطقة العربيّة و في العالم كلّه و أنّ التّطبيع ليس حلاًّ
مناسبًا للقضيّة الفلسطينيّية و أنّ مستقبل فلسطين يصنعه الفلسطينيّون المقاومون و
تصنعه الشّعوب العربيّة و ليس الأنظمة العربيّة التي تتسابق في مسلسل التّطبيع أو
تلك التي تسعى لتزيين صورتها،أمام شعوبها، بالتّباري في سباق بيانات التّنديد
المُضحكة و الشّجب و الاستنكار
البليد...
هذه الحرب الصّ هيونيّة الهمَ جيّة على غزّة أعادت إلى
الواجهة هذا الزّمن العربيّ الكالح ذا الملامح الكئيبة: مغيَّب الوعي بليد الحسّ.مَخنوق
الصَّوت مَكْبوت الأنفاس.فاقد الذّاكرة مشلول القُوَى.لا تهزّه المصائب مهما عظُمت
و لا تحرّكه ساكنَه الخطوبُ ذات الوزن و الشّأن
و الأخطار...
و لكنّ هذه الحرب الصّ هيونيّة الهمَج يّة على غزّة أعادت
إلى الواجهة،أيضًا، هذا الزّمن الفلسطينيّ الواعد و هذا الرّبيع
الفلسطينيّ النّاضج بآياته الكبرى و علاماته الجُلَّى.
و آيات هذا الزّمن الفلسطينيّ الواعد هي هذه الرِّقاب المؤمنة و الأرواح
الطّاهرة و الهامات المرتفعة و القلوب
المُلتهبة و الجموع المُقبلة و الأطفال و النّساء و الشّيوخ و الشّبان و الأيادي و
الأكُفّ و السّواعد و المناكب و
الحناجر و الصّدور...
آيات هذا الزّمن الفلسطينيّ الواعد هي هذه البساطة و الوداعة و هذه
العظمة و الكبرياء.هي هذه الطّهارة و البراءة و هذا الحبّ و الودّ و الصّفاء و
الوفاء...
آيات هذا الزّمن الفلسطينيّ الواعد هي هذا الإيمان العميق و الشّعور
الغامر و الموقف الرّاسخ و التّصميم
القاهر.هي هذا الثّبات الخارق و الإقدام المُزلزل.هي هذه الصَّيحة المُدويّة و هذا
الرّفض الكبير.
آيات هذا الزّمن الفلسطينيّ الواعد هي هذه الأنوثة الحازمة و الرّجولة
الباسلة و الطّفولة الرّاشدة و الشّيخوخة
المتأبِّية.هي هذه القلوب الحانية و الأحضان الدّافئة و العيون الرّامقة و العواطف
و الآمال و الإرادات.
آيات هذا الزّمن الفلسطينيّ الواعد هي هذه الشّهادة الكبرى،في جَنَبات
الأقصى، و الاستماتة القُصوى و الصّبر
الجميل.هي هذا التّحدي الكبير الذي تشهده أرض الإسراء و المعراج و هذه البطولات
المُعجزة و التّضحيات الجسام.
آيات هذا الزّمن الفلسطينيّ الواعد هي هذه المعاناة الفائقة و
اللّهجة الصّادقة و الملامح الجميلة و المشاعر المتدفّقة.هي هذه النّبتة الغَضّة
و هذا الغَرْس و النَّوْر و هذا الوعي الجديد.
آيات هذا الزّمن الفلسطينيّ الواعد مَنْبتها في غزّة و مَجْلاها في
القدس و لاحت من فلسطين.فما أكْرمكِ من آياتٍ في هذا اللّيل العربيّ البَهيم و ما
أكْرمَ مَنْبتك و مَعدنك و ما أكْرمَ متقلَّبك و مَثْواك.
سلام الله عليكِ يا قدسُ في الخالدين...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق